Wednesday, October 29, 2008

الإسراء والمعراج


إن الحدث أو الموضوع الذى سنتحدث عنه اليوم له الأثر الكبير ليس علينا كأفراد ولكنه له الأثر الكبير على الدعوة الإسلامية وهى فى مهدها الأول ولنا أن نأخذ نحن الأفراد والمجتمع عبره ودروس من هذه الحادثه الغير عادية فى وقائعها وزمنها وتأثيرها على الدعوة الإسلامية فى بداية تكوينها .
إن الرسول الكريم " محمد صلى الله عليه وسلم " كان فى مقتبل الدعوه يجاهد فى مختلف الجبهات ويدعوا للإسلام فى مجتمع يسوده الكفر والماديه وحياه اللهو والمجون وكل أنواع الإنحلال . وكان صلى الله عليه وسلم ليس وحده ولكنه كان وراءه من خلف الستار حين ومن أمام الناس طاره أخرى من يسانده بالمال والمصابره والتأييد المعنوى والعصبية القبليه والإسرية من ناحيه أخرى . فأما من خلف الستار كانت زوجته أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها " السيده خديجة بنت خويلد " كانت تسانده كزوجة تقف إلى جوار زوجته وتشجعه وتحمل عنه عناء ومشقه الدعوه وما يلقاه من نفور وإيذاء الكفار هذا إلى جوار أنها كانت من أغنى أغنياء قريش وتتحكم فى جزء كبير فى التجاره فكانت تخاف قريش أن تغضبها وهى تتحكم فى مصير التجاره بجزء كبير . فكانوا يخافوا إيذاء الرسول فتغضب هذه السيده الكريمه فتتأثر التجاره فتعم عليهم بالضرر إلى جانب أنها كانت من أكبر القبائل فى قريش فكانوا يخافوا من هذا الجانب أيضا . أما من أمام الستار فكان عم الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فبرغم إصراره على أن يبقى على دين أجداده إلا أنه عهد على نفسه أن يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما دام بقى على قيد الحياه . فكيف له أن يتخلى عن أبن أخيه ويتركه للكفار ، فكان الحصن الخارجى للرسول الكريم . فكان يخاف الكفار ويفكروا ألف مره قبل أتخاذ قرار بإيذاء الرسول أو حتى التفكير فى هذا فهو إبن أخ سيد قريش ومن أكبر القبائل فيها ويتحكم فى مصائرهم جميعا . فكان للرسول حصن خارجى وهو عمه وحصن داخلى ومعنوى وهى زوجته . وكان ما يسمى عام الحزن حيث ماتت زوجه الرسول وعمه فى نفس العام . فأصبح الرسول دون حصون دنيوه تقف إلى جواره وتدعمه فى وجوه الكفار وتسرى عنه فى همومه وما يلقاه فى سبيل الدعوه الإسلامية . فكانت حادثة الإسراء والمعراج حيث أحتفل خيرة البشر ( الأنبياء ) فى أحتفال أرضى فى بيت المقدس الإسلامى دائما بإذن الله وصلى بهم الرسول إمام فى المسجد الأقصى وإعلان تحويل النبوه من بنى إسرائيل ( يعقوب ) قتله الإنبياء إلى بنى إسماعيل الجد الأكبر للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . وإعلان للعالم من قديم الأزل إلى أن تقوم الساعه أن البيت المقدس هو تحت الرايه الإسلامية سواء وافقوا أم أبوا فقد أعلنها الله عزوجل عندما أخبرنا أن الأسراء حدث من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى . فحين كان وقت الإسراء لم يكن حتى وقته أصبح البيت المقدس مسجد ولكنه ذكر فى محكم أياته أنه من مسجد إلى مسجد لتعليه دور المسجد فى الإسلام ولإخبرار أن البيت المقدس سيصبح وسيظل مسجد إلى أن تقوم الساعه . وكان الإحتفال الأكبر هو أحتفال السماء فكانت الملائكة فى أنتظار رسول العالمين لتحتفل به إيما أحتفال وتكريمه حتى وصل إلى سدرة المنتهى عندها جنه المأوى فكانت الجائزة الكبرى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهى الصلاة التى هى فى مضمونها معراج دائم للمؤمن والمسلم يومى ، معراج للروح بعيدا عن آثام الدنيا ولهو الحياه وصيانه له دائمه ويومية . كل هذا كان بعد أن كفر أهل الأرض ولم يقدروا قدر الرسول فكان النفور من أهله فى قريش والغلظة والمعامله السيئه من أهل الطائف بعد أن سلطوا أطفالهم وسفائهم ونسائهم على الرسول حينما خرج يدعوهم إلى عبادة الله وحده ، فما كان منهم إلا أن طردوه وقذفوه بالحجاره . فبعد أن ضاقت الحلقه وأستحكمت كان الفرج عند بيعة العقبة ، والأنفراجه الكبرى والتسرية العظمى من الله لرسوله عندما أحتفل به خيره أهل الأرض وخيره أهل السماء ؛ وكأنها رساله إلى كل من غلظ قلبه وضاق فكره ، أنه لو كفر أهل الأرض بك ولم يقدروا قدرك يا رسول الله فأن قدرك عظيم فى السماء والأرض إلى يوم الدين . ومن هذه الحادثه العظيمة لنا عبره يا أولى الألباب وهى :
أولا : الصبر على الشدائد وعدم اليأس والخنوع والأنحناء للصعاب مادمت تدافع عن شئ سليم وعدم التسليم والأستسلام .
ثانيا : الأخذ فى الأعتبار دوما - الحكمة القائلة - فلما ضاقت حلقاتها وأستحكمت ففرجت وكنت أظنها لا تفرج - فهذه الحكمة وعلى أختلاف رواياتها توجز بداخلها التسليم لقضاء الله بشرط عدم الأستسلام فهناك دائما بعد العسر يسر .
ثالثا : الهجرة مفتاح فك الضيق الذى يقابل بعض الناس فى بعض مراحل حياتهم ، فقد يكون هناك عدم توفيق فى موطن الفرد وعدم قبول المجتمع لطاقاته وأفكاره وطموحاته وعليه فهنا وجب عليه الحصول على فرصته فى أى بلد أخر، فالهجره واجبه إذا أقفلت جميع الأبواب فى وطن الأنسان ولنا فى رسول الله أسوه حسنه .
رابعا : الأخذ بالأسباب وعدم التواكل ، فيجب على كل أنسان أن يطرق كل الأبواب المتاحه له وعدم الخنوع والتكاسل والتواكل وترك ناصية أمره فى مهب الريح ، فيجب أن نسعى بشتى الطرق لبلوغ ما نتمناه .
خامسا : عدم أنتظار الجزاء من العبد فيجب علينا إذا فعلنا شئ يخدم مجموعة من الأفراد لا ننتظر الجزاء والشكر منهم . فهناك الكثير من القلوب الجاحده ، فهى لا تشكر الله فما بالك كيف تشكر الأنسان ، فالجزاء هو فى الأول والأخر ننتظره من رب العالمين سواء فى الدنيا أو يوم الدين .
سادسا : عدم التسرع فى مقابلة السيئة بالسيئة . فقد يغير الله من القلوب وينقلب ما يكرهك اليوم إلى حليفك وصاحبك غدا وترك ناصية الأمور بيد الله . فبين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال .
والعبر والدروس كثيرة كثيرة لن نستطيع حصرها حتى تقوم الساعة ولكنها هى همسات السطور لتنوير العقول وإبعاد عن طريقنا وقلوبنا شر الغرور أعوذ بالله منه ومن شرور أنفسنا .


- ولكم فى رسول الله أسوة حسنة -
cheers يوسف مسعد يوسف

No comments:

Post a Comment

Powered By Blogger

مرحبا بالزائرين للمره الأولى وللمتابعين

إلى كل زوار مدونتى المتواضعه يسعدنى أن أشكرهم على هذه الزيارة متمنيا من الله أن يجدوا ما يفيدهم فى جميع المجالات وان يستمروا على التردد والمشاركة فى المدونه لعلهم يجدوا المفيد دائما .
 يوسف مسعد يوسف 

Followers